#شرح #كتاب_حصول_المأمول_بشرح_الأصول_الستة
الأصل الأول: إخلاص #الدين لله تعالى وحده لا شريك له، وبيان ضده الذي هو الشرك بالله، وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوهٍ شتى بكلام يفهمه أبلد العامة، ثم لما صار على أكثر الأمة ما صار، أظهر لهم الشيطان الإخلاص في صورة تنقص الصالحين والتقصير في حقوقهم وأظهر لهم #الشركة بالله في صورة محبة #الصالحين وأتباعهم.
والأصل الثاني: أَمَرَ اللهُ بالاجتماع في الدين، ونهى عن التفرق فيه، فبين الله هذا بيانًا شافيًا تفهمه العوام، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه.
ويزيده وضوحًا ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك، ثم صار الأمر الى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين، وصار الأمر بالاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون. والأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع: السمع والطاعة لمن تأمَّر علينا، ولو كان عبدًا حبشيًا، فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا بيانًا شائعًا ذائعًا بكل وجه من أنواع البيان شرعًا وقدرًا، ثم صار هذا الأصل لا يُعرف عند أكثر مَنْ يَدَّعِي العلم فكيف العمل به. والأصل الرابع: بيان العلم والعلماء، والفقه والفقهاء، وبيان من تشبه بهم وليس منهم، وقد بين الله تعالى هذا الأصل في أول سورة البقرة من قوله: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ"(1) إلى قوله قبل ذكر إبراهيم عليه السلام "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ". ويزيده وضوحًا ما صرَّحت به السنة في هذا الكلام الكثير البين الواضح للعامي البليد، ثم صار هذا أغرب الأشياء، وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات، وخيار ما عندهم لَبْسُ الحق بالباطل، وصار العلم الذي فرضه الله تعالى على الخلق، ومدحه لا يتفوَّه به إلا زنديق أو مجنون، وصار من أنكره وعاداه وصنف في التحذير منه، والنهي عنه هو الفقيه العالم. والأصل الخامس: بيانُ الله سبحانه لأوليائه، وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعداء الله المنافقين والفجار ويكفي في هذا قوله "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ"(2) وقوله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ"(3)، وقوله "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ"(4)، ثم صار الأمر عند أكثر مَنْ يدَّعي العلم وأنه من هداة الخلق، وحفاظ الشرع إلى أن الأولياء لا بد فيهم من ترك اتباع الرسل, ومن تبعهم فليس منهم. ولا بد من ترك الجهاد فمن جاهد فليس منهم، ولا بد من ترك الإيمان والتقوى فمن تعهد بالإيمان والتقوى فليس منهم، يا ربنا نسألك العفو والعافية إنك سميع الدعاء. الأصل السادس: رد الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة. واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة وهي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق، والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا أوصافًا لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر، فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما فرضًا حتمًا لا شك ولا إشكال فيه، ومن طلب الهدى منهما فهو إما زنديق وإما مجنون لأجل صعوبة فهمها. فسبحان الله وبحمده كم بَيَّنَ الله سبحانه شرعًا وقدرًا خَلْقَاً وأَمْرًا في رد هذه الشبهة الملعونة من وجوه شتى بلغت إلى حد الضروريات العامة ولكن أكثر الناس لا يعلمون "لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ، إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلًا فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ، وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ، إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ"(5). صفحاتنا https://linktr.ee/emad.3bra
التصنيف :
قناة عبرة